أشعر أحياناً بالكثير من التعاطف والشفقة على أولئك الناس الذين يبعثون بمشكلاتهم إلى الفضائيّات والمجلات وما شابه، إذ أشفق عليهم أولاً من ذلك اليأس التام الذي يؤدي بصاحبه لطلب هذا النوع من المعونة، وثانياً من نوعية الردود التي يتلقونها من أصحاب الاختصاص، ولا أعلم أي حل يمكن أن يقدم في سطور قليلة أو ثوان معدودة لمشكلة لها جذورها وأسبابها وتاريخها، وأخص هنا المشاكل النفسية والعاطفية
وقد أثارني مؤخراً رد قرأته في إحدى المجلات على إحداهن التي اشتكت من أن زوجها على علاقة بأخرى
وما لنا والتفاصيل فقد جاءها الرد المقتضب العجيب بأن عليها التحلي بالصبر الجميل وعمل كل ما يمكن أن يعمل لاسترضاء واستمالة الزوج المتمرد.. وانتهى الرد بجملة النزوة العابرة التي يمكن أن يمر بها الزوج خلال الحياة الزوجية.. إلخ
*******
إذن، يبدو أن على المرأة المعرضة أصلاً لكابوس الحاجة أو الطلاق، أو الترمل أو أية مصيبة تستعيذ بالله منها أن تستعد أيضاً لنوع آخر من المصائب اسمه النزوة العابرة ! فهذا الرجل القوي الحازم العنيد الصنديد.. هذا الرب الصغير، معرض للضعف فجأة أمام إحداهن وعلى الزوجة والتي عادة تكون هي الأخرى آخر من يعلم أن تتفهم وأن تصفح وتغفر.. هذه المرأة ذات نصف العقل ونصف الدين وابنة الضلع الأعوج.. يجب أن تتحلى بصفات أنصاف الآلهة حين يتعلق الأمر بالخيانة الزوجية.. هذا المخلوق الضعيف الهش الذي لا سلاح معه إلا الدموع عليه أن يصعد فجأة إلى مصاف الملائكة أمام نزوة الزوج العابرة! وعليها.. إذا حطّت مصيبة كهذه على رأسها الصغير - أن تعيد النظر في كل تفاصيل حياتها وتعاملها مع الزوج الكريم، وأن تتأمل نفسها جيداً في المرآة فعساها سمراء ومال قلبه إلى أخرى شقراء وعساها ممتلئة ونافستها عليه رشيقة هيفاء. وعليها أن تجري اللازم فوراً وبأسرع وقت ممكن بعد أن تحاسب نفسها طويلاً لنسيانها توق الرجل إلى التغيير وعشقه للتجديد
[color=#00ccff]*******
أقول هذا مع الإقرار بأن لكل حالة ظروفها.. فلست بصدد تبرئة المرأة بشكل مطلق وإعلان التعاطف الأعمى معها لمجرد أنها امرأة، ولا أستطيع أن أعفيها في أكثر الحالات من مسؤوليتها المباشرة عن مأساة النزوة العابرة، لكنني - وهنا بيت القصيد - ضد الترويج لقاعدة تنادي بالتسامح الأعمى أيضاً فيما يختص بنزوات الأزواج العابرة أو غير العابرة! ويقودنا هذا إلى حقيقة تقول إن المرأة أيضاً بشر، وقد تتعرض بحكم عملها أو غيره للكثير من المواقف! من هي المرأة التي أتاحت لنفسها خوض نزوة عابرة وتوقعت في الوقت ذاته ما أسموه بالتسامح والصفح والمغفرة وغيرها! هذا كلام مؤلم.. أعرف! لكنني بالألم نفسه أتساءل: إزاء ما يجب أن تفعله وتراعيه المرأة من نصائح ووصفات للاحتفاظ بزوجها.. ما الذي يفعله الرجل بالمقابل للاحتفاظ بقلب وعقل زوجته؟ فأمام التعاسة الزوجية والشعور بالفشل قد تمارس المرأة أنواعاً من الهروب بأسلوب خاطئ قد يتمثل بالتعلق الزائد والشديد بالأطفال أو بتعزية النفس من خلال الانغماس الكلي في مشاكل الآخرين، أو قد يكون بطرق غريبة لا تخطر على البال، فأنا أعرف إحداهن تهرع إلى المطبخ بعد كل صدام مع زوجها.. ليس لذرف الدموع بين الصحون والطناجر، بل لعمل طبق من الحلوى! لذلك بيتها لا يخلو من المشكلات .. والحلوى أبداً، وزوجها نفسه يشكو من الزيادة في الوزن، دون أن يفطن إلى السبب! ونعود لنسأل : أي نوع من الجهود يبذلها الرجل في سبيل الاحتفاظ بحب زوجته وميلها نحوه ؟ أم يبدو أن لا خطورة من هروب المرأة إلى داخل نفسها طالما اقتصر ذلك على عقلها وتفكيرها؟ ولنتركها أسئلة معلقة.. فإجابتها معروفة وموجعة جداً
[color:84c2=#00ccff:84c2]*******
موضوع: أسئلـة معلّقـة 
الأحد أكتوبر 21, 2007 9:49 pm
